قبل التوقيع الرسمي.. السيسي يدفع باتجاه وقف فوري للحرب على غزة
في تطور دبلوماسي بارز يعكس التحرك المصري المكثف لإنقاذ اتفاق وقف الحرب في غزة، وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة مباشرة إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، دعا فيها إلى بدء تنفيذ الاتفاق فوراً دون انتظار التوقيع الرسمي، حفاظاً على أرواح المدنيين وقطع الطريق أمام أي محاولات لإفشاله.
وخلال لقاء جمعه في قصر الاتحادية بالقاهرة مع كلٍّ من ستيفن ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، وجاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، ناقش السيسي آخر تطورات المفاوضات الجارية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمشاركة الأجهزة الأمنية والدبلوماسية المصرية والأمريكية.
وأكد الرئيس المصري خلال اللقاء ترحيبه بالاتفاق المبدئي، مشيداً بجهود ترامب في دعم مساعي التهدئة، مشيراً إلى أن “المرحلة الراهنة لا تحتمل الانتظار أو الحسابات السياسية، فالأولوية هي لوقف نزيف الدم الفلسطيني فوراً”.
ودعا السيسي إلى تطبيق بنود الاتفاق على الأرض دون تأجيل، وفي مقدمتها وقف النار الشامل، إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، مؤكداً أن ذلك سيُسهم في تهيئة الأجواء لاستكمال التوقيع الرسمي خلال الأيام المقبلة.
كما أشاد الرئيس بالدورين القطري والتركي في دعم الجهود المصرية خلال مفاوضات شرم الشيخ، معتبراً أن "التعاون الثلاثي بين القاهرة والدوحة وأنقرة يمثل نموذجاً ناجحاً للدبلوماسية الإقليمية المسؤولة".
من جانبه، أعرب كل من كوشنر وويتكوف عن شكرهما للرئيس السيسي والأجهزة المصرية على الجهود التي وصفاها بـ"الحاسمة"، والتي أدت إلى تجاوز عقبات اللحظات الأخيرة في مفاوضات شرم الشيخ، مؤكدَين أن واشنطن تنظر إلى القاهرة باعتبارها الركيزة الأساسية لاستعادة الاستقرار في غزة والمنطقة بأكملها.
وشدد المبعوثان على أن الرئيس ترامب يعتبر السيسي شريكاً محورياً في صنع السلام، ويقدّر "شجاعته السياسية وموقفه الحاسم من ضرورة إنهاء الحرب وعدم انتظار التوقيعات الرسمية".
وفي ختام اللقاء، أعلن السيسي أنه يتطلع لاستقبال الرئيس ترامب في القاهرة قريباً للمشاركة في احتفالية توقيع الاتفاق التاريخي، مؤكداً أن تلك الخطوة ستكون تتويجاً لمسار من التعاون المصري الأمريكي في تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
