طالب وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي، الاتحاد الأوروبي بالتحرك الجدي والضغط على إسرائيل لوقف هجماتها اليومية على الأراضي اللبنانية، والانسحاب الكامل من المناطق التي لا تزال تحتلها في الجنوب، إلى جانب الإفراج عن الأسرى اللبنانيين الذين تحتجزهم منذ الحرب الأخيرة.
جاء ذلك خلال لقاء عقده رجّي اليوم في بيروت مع شارل فريز، نائب الأمين العام للسلام والأمن والدفاع في جهاز العمل الخارجي الأوروبي، بحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، وعدد من أعضاء الوفد الأوروبي، حيث تناولت المحادثات سبل تعزيز الدعم الأوروبي للبنان في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المتوترة على الحدود الجنوبية.
أكد الوزير اللبناني أن حكومته ماضية في مسار الإصلاح الاقتصادي والإداري الذي انطلقت به منذ تشكيلها، مشيراً إلى أن «الإصلاح مطلب شعبي لبناني قبل أن يكون مطلباً دولياً».
وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية إلى أن النقاش تطرّق إلى سبل دعم الجيش اللبناني لتمكينه من تنفيذ مهامه وفق قرار مجلس الأمن رقم 1701، واستكمال انتشاره في الجنوب، في إطار خطة لبسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيدها.
وشكر رجّي الاتحاد الأوروبي على دعمه المتواصل للبنان، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستضع مسؤوليات إضافية على عاتق الجيش اللبناني، خصوصاً بعد انتهاء مهام قوات "يونيفيل" في نهاية عام 2026، ما يتطلب استمرار الدعم المالي والعسكري الأوروبي.
من جهته، أكد فريز أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم لبنان ومؤسساته العسكرية، مشيراً إلى وجود «أفكار عدة» لدى الاتحاد يمكن أن تسهم في تعزيز استقرار البلاد بعد انتهاء ولاية "يونيفيل".
كما شدد على تأييد موقف لبنان من قضية النزوح السوري، وضرورة العمل على عودة النازحين إلى بلادهم «بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي».
ورحّب فريز بالإصلاحات التي تنفذها الحكومة اللبنانية، معتبراً أنها خطوة أساسية نحو «توطيد العلاقات اللبنانية الأوروبية»، وفتح الباب أمام شراكة استراتيجية شاملة قد تشمل دعماً مالياً متزايداً من الاتحاد للبنان في المرحلة المقبلة.
ورغم مرور نحو عام على بدء تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، لا تزال القوات الإسرائيلية متمركزة في عدد من النقاط داخل الأراضي اللبنانية الجنوبية، في خرق واضح للاتفاق ولقرارات مجلس الأمن.
كما لم تفرج إسرائيل حتى الآن عن الأسرى اللبنانيين الذين احتجزتهم خلال الحرب الأخيرة، في وقت تتواصل فيه الاعتداءات الجوية والمدفعية الإسرائيلية على مناطق حدودية، ما يهدد بتصعيد جديد في الجنوب اللبناني.
يأتي اللقاء في ظل تصاعد المخاوف من انزلاق الوضع الأمني جنوب لبنان نحو مواجهة جديدة، وسط محاولات لبنانية لتكثيف التحرك الدبلوماسي باتجاه أوروبا لضمان دعم سياسي وعسكري واستمرار التزامات المجتمع الدولي تجاه استقرار لبنان، في وقت يواجه فيه تحديات اقتصادية عميقة وضغوطاً متزايدة بسبب ملف اللاجئين السوريين.