في الوقت الذي تستعد فيه الأطراف المعنية لبدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، فجّرت مصادر أمنية إسرائيلية مفاجأة جديدة، بإعلانها أن جثماني القائدين في حركة "حماس" يحيى ومحمد السنوار لن يكونا ضمن الصفقة الجارية، في خطوة وُصفت بأنها "استفزازية" وقد تُربك مسار التهدئة.
ووفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني رفيع، فإن القرار الإسرائيلي جاء ضمن ما وصفه بـ"الضمانات الأمنية الاستثنائية"، نظراً لما تمثله عائلة السنوار من "رمزية قيادية في بنية حماس العسكرية والأمنية"، مؤكداً أن تسليم الجثمانين "لن يتم في الوقت الراهن".
وأضاف المصدر أن هذا الملف يُعد من أكثر القضايا حساسية في أروقة القيادة الإسرائيلية، حيث تُصنف تل أبيب يحيى السنوار — القائد العام السابق لكتائب القسام — كـ"العقل المدبر" لهجوم السابع من أكتوبر 2023، في حين يُعتبر شقيقه محمد أحد أبرز مسؤولي العمليات الميدانية في جنوب القطاع.
يُذكر أن يحيى السنوار قُتل في أكتوبر 2024 خلال عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، بينما أُعلن عن اغتيال شقيقه محمد السنوار في غارة جوية بخان يونس في مايو 2025، بعد شهور من الملاحقة.
ويرى مراقبون أن استثناء جثماني السنوارين من الصفقة قد يشكل اختباراً جدياً لاتفاق وقف الحرب، خصوصاً في ظل تأكيد حركة "حماس" مراراً أن ملف الشهداء والأسرى جزء لا يتجزأ من المفاوضات، وأن أي إخلال ببنود الاتفاق سيُعتبر خرقاً للتهدئة.
وفي المقابل، تتخوف أوساط إسرائيلية من أن يؤدي فتح هذا الملف في الوقت الراهن إلى نسف الجهود الدبلوماسية التي رعتها مصر وقطر والولايات المتحدة، في ظل ما يوصف بـ"الهشاشة السياسية" داخل حكومة نتنياهو بعد إعلان الاتفاق.
ويُتوقع أن تشهد جولات المتابعة المقبلة في شرم الشيخ أو الدوحة مناقشات مكثفة حول هذا الملف الشائك، وسط مطالبات من الوسطاء الدوليين بضرورة الحفاظ على الاتفاق كأولوية إنسانية وسياسية، وعدم السماح للتفاصيل الخلافية بإعادة إشعال الحرب في القطاع.