قوة دولية للبحث عن رفات الجنود الإسرائيليين في غزة.. اتفاق رباعي برعاية مفاوضات شرم الشيخ
في تطور جديد يعكس تعقيدات مرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن أربع دول — بينها دولة عربية — توصلت إلى اتفاق لتشكيل قوة خاصة متعددة الجنسيات تُكلَّف بالبحث عن رفات الجنود والأسرى الإسرائيليين داخل القطاع.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية رفيعة المستوى تحدثت للصحيفة، فإن القوة الجديدة تضم الولايات المتحدة، وقطر، وتركيا، وإسرائيل، وستبدأ مهامها فور تثبيت الهدنة وتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ الذي رعته مصر، وشاركت فيه أطراف دولية وإقليمية فاعلة.
وستعمل هذه القوة في مناطق محددة داخل قطاع غزة، تحت إشراف دولي مباشر، وبالتنسيق مع الوسطاء الإقليميين، في محاولة لإنهاء أحد أكثر الملفات حساسية في الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس"، والمتعلق بمصير الجنود المفقودين منذ سنوات.
وقالت المصادر إن المحادثات التي جرت في شرم الشيخ خلال الأيام الماضية تناولت بالتفصيل آليات البحث، وضمان عدم خرق وقف إطلاق النار خلال تنفيذ المهام الميدانية، إضافة إلى الترتيبات الأمنية بين الأطراف لضمان سلامة الفرق المشاركة.
ويأتي هذا التطور بعد إعلان حركة "حماس" التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة، ويتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية، وتبادل الأسرى، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، فيما اعتبرت القاهرة وواشنطن والدوحة الاتفاق "خطوة تاريخية نحو إنهاء مأساة غزة وبدء مرحلة إعادة الإعمار".
ويرى مراقبون أن تشكيل قوة البحث عن الرفات يعكس رغبة الأطراف الدولية في تفكيك القضايا المعقدة تدريجيًا، ضمن مسار تفاوضي أوسع قد يشمل لاحقًا ملفات الإعمار، وضمانات الأمن، وتبادل الأسرى المتبقين، فيما تبقى المخاوف قائمة من احتمال توظيف إسرائيل لهذا الملف كورقة ضغط سياسية في المراحل المقبلة.
