أعلن أسامة حمدان، القيادي البارز في حركة حماس، عن أبرز بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل بوساطة مصرية – قطرية – تركية، مؤكداً أنه يشكّل "خطوة مفصلية نحو وقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة" بعد عامين من الحرب المستمرة.
وقال حمدان في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام إن الاتفاق يتضمن الإفراج عن 250 أسيراً من أصحاب الأحكام المؤبدة، و1700 أسير من قطاع غزة، وهو ما اعتبره "إنجازاً وطنياً وإنسانياً يعيد الأمل لعائلات الأسرى الذين دفعوا ثمناً باهظاً في سنوات الاحتلال الطويلة".
انسحاب تدريجي وتهدئة ميدانية
وأوضح حمدان أن الاتفاق ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مدينة غزة ومناطق الشمال ورفح وخان يونس، مشيراً إلى أن هذه الخطوة "تمثل مدخلاً أساسياً نحو تهدئة شاملة تمهّد لمسار سياسي أوسع يضمن حقوق الشعب الفلسطيني".
وأضاف أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستركّز على تثبيت وقف إطلاق النار الكامل، وإعادة الانتشار العسكري الإسرائيلي بعيداً عن التجمعات السكانية، ما سيسمح ببدء عمليات الإغاثة العاجلة وإعادة فتح قنوات الاتصال المدنية والإنسانية داخل القطاع.
فتح خمسة معابر للمساعدات الإنسانية
وأشار القيادي في "حماس" إلى أن من بين أهم البنود فتح خمسة معابر حدودية أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية، تشمل معبر رفح، وكرم أبو سالم، وبيت حانون (إيرز)، إضافة إلى معبرين مخصصين لنقل الوقود والمواد الطبية، وذلك بإشراف من الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري.
وتهدف هذه الخطوة، بحسب حمدان، إلى تخفيف المعاناة عن أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية جراء الحصار والقصف المستمرين، مشدداً على أن "الأولوية الآن هي إدخال الغذاء والدواء والوقود قبل أي حديث عن ترتيبات سياسية طويلة المدى".
مرحلة انتقالية جديدة
تصريحات حمدان تكشف ملامح مرحلة انتقالية جديدة في الصراع، عنوانها "التهدئة مقابل الإغاثة"، تمهيداً لمفاوضات سياسية لاحقة قد ترعاها القاهرة وواشنطن بمشاركة قطر وتركيا.
وتشير التقديرات إلى أن انسحاب إسرائيل من المدن الكبرى في القطاع سيكون اختباراً حقيقياً للثقة، بينما ستسعى الفصائل الفلسطينية إلى تأكيد أن وقف النار لا يعني نهاية المقاومة بل "بداية جديدة لإعادة بناء غزة على أسس من الكرامة والسيادة".
غزة تفتح أبوابها على أمل جديد
بعد أكثر من عامين من الدم والنار، يبدو أن اتفاق غزة الأخير قد يكون أول نافذة أمل حقيقية للفلسطينيين، مع تأكيد "حماس" على أن وقف العدوان ورفع الحصار وإطلاق الأسرى "ليست نهايات، بل بدايات لمرحلة جديدة من النضال السياسي والإنساني".
وفي انتظار التنفيذ العملي لبنود الاتفاق، تبقى العيون معلّقة على المعابر الخمسة التي قد تتحول من رموز للحصار إلى بوابات للحياة.