من رماد الحرب إلى أفق جديد.. السيسي: "لحظة تاريخية تُجسّد انتصار إرادة السلام"

2025.10.09 - 01:21
Facebook Share
طباعة

وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" بأنه "لحظة تاريخية" تؤكد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب، وذلك عقب التوصل إلى المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية الجديدة الخاصة بقطاع غزة، التي تم التوقيع عليها في شرم الشيخ برعاية مصرية – قطرية – أمريكية.

وقال السيسي في بيان رسمي:
"لقد شهد العالم لحظةً تاريخية تُجسّد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب. فمن شرم الشيخ — أرض السلام ومهد الحوار والتقارب — تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة بعد عامين من المعاناة الإنسانية المؤلمة."

 

وأشار الرئيس المصري إلى أن الاتفاق تم وفقًا لخطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أن مصر أدّت دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر وضمان تنفيذ بنود الاتفاق الأولية، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة.

وأضاف السيسي: "هذا الاتفاق لا يطوي صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والأمن والاستقرار."

 


وبحسب ما أُعلن في واشنطن وتل أبيب، تتضمن المرحلة الأولى من خطة السلام إطلاق "حماس" لجميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها منذ هجوم "طوفان الأقصى"، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بالسجن المؤبد بتهم أمنية.

كما تنص المرحلة الأولى على انسحاب القوات الإسرائيلية من عمق قطاع غزة إلى خطوط محددة مسبقًا، تمهيدًا لإعادة انتشار تدريجي تشرف عليه أطراف دولية، مع فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل عاجل.

وفي أول تصريح له عقب الاتفاق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيدعو الحكومة للانعقاد اليوم الخميس للمصادقة على الاتفاق رسميًا، مشيرًا إلى أن تنفيذه "سيتم بمسؤولية وبما يحفظ أمن إسرائيل"، على حد قوله.

القاهرة تستعيد دورها المركزي

يأتي الإعلان من شرم الشيخ ليعيد مصر إلى مركز ثقلها الإقليمي التقليدي كضامنٍ رئيسي لأي تسوية في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بعد سنوات من الجمود السياسي والتصعيد الميداني.
كما يعكس هذا الدور نجاح القاهرة في الحفاظ على توازنٍ دقيق بين دعمها للقضية الفلسطينية، والتنسيق الأمني والدبلوماسي مع واشنطن وتل أبيب.

ويرى محللون أن اختيار شرم الشيخ كموقع للإعلان لم يكن مصادفة، بل يحمل رمزية سياسية عميقة، باعتبارها المدينة التي احتضنت اتفاقات سلام مفصلية في العقود الماضية.

من رماد الحرب إلى أفق جديد

رغم الشكوك التي تحيط بمدى التزام الطرفين ببنود الاتفاق، فإن اللحظة التي وصفها السيسي بـ"التاريخية" قد تشكّل منعطفًا في مسار الحرب الأطول على غزة منذ 1948، إذ تفتح الباب أمام مسار سياسي جديد، ربما يعيد خريطة النفوذ في الإقليم بأسره.

فمن شرم الشيخ، حيث تصافح الدبلوماسية المصرية والتنسيق الإقليمي، تبدأ مرحلة اختبار حقيقية لسلامٍ قد يكون هشًا... لكنه الأمل الوحيد في زمنٍ يضيق بالفرص.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10