مصر تتحرك ميدانياً بعد اتفاق وقف النار: قافلة جديدة من المساعدات إلى غزة
في تحرك إنساني يعكس سرعة الاستجابة المصرية لتطورات الميدان، أرسلت القاهرة فجر اليوم الدفعة السابعة والأربعين من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية.
وشهدت باحة معبر رفح اصطفاف القافلة التي تحمل شعار "زاد العزة من مصر إلى غزة"، متوجهة نحو القطاع وهي محمّلة بمواد غذائية وإغاثية عاجلة، في خطوة تندرج ضمن الجهود المتواصلة لتخفيف المعاناة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين.
وأوضح مصدر في الهلال الأحمر المصري أن القافلة تضم شاحنات محمّلة بالسلال الغذائية، الدقيق، الخبز الطازج، الأدوية، البقوليات، الأطعمة المحفوظة، ومستحضرات العناية الشخصية، إضافة إلى خيام لإيواء العائلات المتضررة من القصف.
ووفق البيانات الرسمية، بلغ إجمالي ما أرسلته مصر إلى القطاع منذ بدء الحرب أكثر من 37 ألف شاحنة، نقلت ما يقارب 700 ألف طن من المساعدات الإنسانية بأنواعها، إلى جانب شاحنات وقود وسيارات إسعاف ساهمت في دعم المنشآت الطبية المنهكة داخل القطاع.
كما سجل معبر كرم أبو سالم (جنوب رفح) منذ 27 يوليو الماضي دخول نحو 6,875 شاحنة محمّلة بما يزيد على 50 ألف طن من المساعدات، بالإضافة إلى 29 شاحنة وقود نقلت أكثر من 1,400 طن لتشغيل المستشفيات والمرافق الحيوية.
ويأتي هذا التحرك المصري في سياق مزدوج إنساني ودبلوماسي، حيث تسعى القاهرة بالتوازي إلى تثبيت وقف إطلاق النار وضمان بدء المرحلة الأولى من تنفيذ خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع الحفاظ على دورها التقليدي كوسيط رئيسي بين الأطراف.
ويُعد استمرار الجسر الإغاثي المصري نحو غزة إشارة واضحة إلى التزام القاهرة الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، ليس فقط عبر الإغاثة الميدانية، بل من خلال تحركاتها السياسية الرامية إلى إطلاق عملية إعادة الإعمار وضمان عدم تجدد التصعيد في المرحلة المقبلة.
