روسيا تحذر من امتداد أزمة الأكراد إلى دول المنطقة

2025.10.09 - 09:52
Facebook Share
طباعة

 حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تداعيات ما وصفه بـ"الألاعيب السياسية" المتعلقة بملف الأكراد في سوريا، معتبراً أن استمرار محاولات الدفع باتجاه الحكم الذاتي قد يؤدي إلى تفجر مشكلات مماثلة في دول أخرى تضم تجمعات كردية.

وقال لافروف، في مقابلة تلفزيونية، إن سوريا تطالب بوقف التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، مؤكداً أن أجزاء واسعة من الأراضي السورية لا تزال تحت سيطرة قوات أجنبية، "لا توجد دائماً بدعوة من الحكومة الشرعية في دمشق".

وأضاف الوزير الروسي أن جميع الدول التي تملك تأثيراً على أطراف النزاع السوري — سواء على دمشق أو على المجموعات الكردية والعربية أو القوى السياسية المختلفة — يجب أن تدرك أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية يصب في مصلحة الجميع، محذراً من أن "أي تلاعب بملف الأكراد السوريين سيترك أثراً إقليمياً خطيراً".

وأوضح أن التجارب السابقة في إدارة الملف الكردي أظهرت أن محاولات استخدام هذه الورقة لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأمد قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها، مشيراً إلى أن "أي تغيير في البنية الجغرافية أو السياسية لسوريا سيكون بمثابة سابقة قد تشجع تحركات مماثلة في دول أخرى".


اتفاق سوري – كردي لوقف إطلاق النار
تأتي تصريحات لافروف في وقت شهدت فيه مناطق شمال سوريا، خصوصاً في ريف حلب، اشتباكات بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). غير أن التطورات الميدانية اتجهت نحو التهدئة بعد إعلان وزارة الدفاع السورية التوصل إلى اتفاق لوقف شامل لإطلاق النار.

وأوضح وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، أن الاتفاق يشمل وقفاً كاملاً للأعمال القتالية في مناطق التماس كافة، مع التأكيد على استمرار الحوار بين الطرفين بهدف تنفيذ اتفاق سياسي تم توقيعه في العاشر من مارس/آذار الماضي.

ويُعد اتفاق 10 مارس إطاراً مبدئياً لتسوية الخلافات بين الحكومة السورية و"قسد"، ويهدف إلى دمج مؤسسات الأخيرة العسكرية والمدنية ضمن مؤسسات الدولة، مع ضمان حقوق جميع المواطنين السوريين، بمن فيهم الأكراد، باعتبارهم مكوّناً أساسياً من النسيج الوطني.


مواقف سورية وتحذيرات تركية
من جانبه، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع في تصريحات صحفية سابقة أن اتفاق 10 مارس "أرسى أسس حل شامل يحظى بدعم دولي"، لكنه أشار إلى أن بعض العناصر داخل "قسد" و"حزب العمال الكردستاني" تعمل على عرقلة تنفيذ الاتفاق.

وشدد الشرع على أن فشل عملية دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن الجيش السوري قبل نهاية العام الحالي قد تكون له "عواقب وخيمة"، ملمحاً إلى أن تركيا قد تلجأ إلى عمل عسكري في حال تعثر تنفيذ الاتفاق بحلول ديسمبر المقبل.

ويرى مراقبون أن تصريحات الشرع تندرج في إطار الضغوط السياسية لضمان تسريع خطوات الدمج، بينما تسعى موسكو إلى لعب دور الوسيط لتثبيت تفاهمات طويلة الأمد بين دمشق والأكراد، بما يمنع أي تصعيد جديد على الأرض.


تحذيرات روسية من "انفجار كردي إقليمي"

في سياق متصل، شدد لافروف على أن روسيا تدعم أي حلول سياسية داخلية تحفظ وحدة سوريا وتراعي حقوق جميع المكونات، مؤكداً أن "المخاطر الحقيقية لا تكمن في الحوار الداخلي، بل في محاولات بعض الأطراف الخارجية استغلال القضية الكردية لأهداف جيوسياسية".

وأضاف الوزير الروسي أن "تكرار السيناريو السوري في دول أخرى سيكون خطأً استراتيجياً فادحاً"، في إشارة إلى إمكانية انتقال التوترات الكردية إلى دول الجوار إذا استمرت التجاذبات الدولية حول الملف.

ومن المقرر أن تُبث المقابلة الكاملة مع لافروف مساء الخميس، حيث من المنتظر أن يتطرق فيها إلى تطورات الأزمة السورية والعلاقات الإقليمية ومستقبل التنسيق بين موسكو ودمشق في الملفين السياسي والعسكري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3