خرج عدد من أهالي مدينة درعا، اليوم الأربعاء، في وقفة احتجاجية بساحة 18 آذار، مطالبين بالكشف عن مصير أبنائهم المحتجزين والمفقودين في ليبيا، ورفع المشاركون صور ذويهم ولافتات كتب عليها شعارات مثل: "الحرية للسجناء.. حرروهم" و"نطالب الحكومة السورية الجديدة بالعمل على حل مشكلة السوريين المحتجزين في ليبيا"، مؤكدين على ضرورة تحرك الجهات الرسمية والدولية للإفراج عن المحتجزين ومعرفة أماكنهم.
ويكشف الحدث عن استمرار معاناة السوريين المهجّرين الذين ما زالوا قيد الإخفاء القسري في ليبيا، حيث يشير "تجمع أحرار حوران" إلى وجود أكثر من 100 سوري محتجز، بينهم أطفال ونساء، معظمهم من أبناء محافظة درعا. وقد حاول هؤلاء الهجرة عبر البحر المتوسط خلال أربع رحلات متفرقة بين تشرين الأول 2023 وآب 2024، لكنهم اختفوا قبل اكتمال الإبحار، ولم تتواصل أي جهة مع ذويهم منذ ذلك الحين، بما في ذلك لطلب فديات لإطلاق سراحهم.
تأتي هذه الوقفة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المهاجرون في ليبيا، حيث يُعد البلد نقطة عبور رئيسية للراغبين في الوصول إلى أوروبا، مع بيئة سياسية وأمنية غير مستقرة منذ سقوط نظام القذافي عام 2011. هذا الوضع سمح لشبكات التهريب والاتجار بالبشر بالنشاط بحرية، ما يعرض المهاجرين لانتهاكات متعددة واستغلال جسدي ونفسي.
وأكد ناجٍ من مراكز الاحتجاز في حديثه للتلفزيون السوري، وجود انتهاكات كثيرة تُرتكب بحق المحتجزين، مشيرًا إلى مركز "بئر الغنم" جنوب غربي العاصمة الليبية كمثال على الممارسات القاسية التي يتعرض لها السوريون المحتجزون. وتستمر هذه الأزمة في إثارة القلق المحلي والدولي حول مصير آلاف السوريين المهجّرين، بينما يطالب أهالي درعا بجهود فعلية من الحكومة والجهات الإنسانية لضمان سلامة أبنائهم والكشف عن أماكن احتجازهم وإطلاق سراحهم.