إسرائيليون يعيشون تبعات سياسة نتنياهو العدوانية

2025.10.08 - 08:32
Facebook Share
طباعة

تتصاعد المخاوف الإقليمية والدولية مع استمرار إسرائيل في اعتماد استراتيجية القوة العسكرية كأساس للتعامل مع خصومها، خصوصاً في غزة وسوريا ومحيطها الإقليمي. المحللة في الشؤون الإسرائيلية ميراف زونسزين تؤكد أن السياسات الإسرائيلية الأخيرة، رغم ما تحققه من مكاسب تكتيكية، تزيد من العزلة الدبلوماسية لإسرائيل وتفاقم حالة عدم الاستقرار لدى جيرانها، في وقت يواجه الفلسطينيون أزمات إنسانية متصاعدة بفعل العمليات العسكرية المستمرة.

الهجمات الإسرائيلية على غزة أدت إلى دمار واسع في البنية التحتية الحيوية وجعلت القطاع شبه غير صالح للعيش، فيما تفاقمت الأوضاع الإنسانية وأصبح السكان يواجهون أزمة غذائية ومخاطر متزايدة على حياتهم اليومية. وتشير زونسزين إلى أنّ هذه العمليات لم تحقق أهدافها الاستراتيجية بالكامل، بل أسهمت في زيادة التوتر مع الدول المجاورة وأعادت تشكيل ديناميكيات القوة في المنطقة بطريقة تصعب التنبؤ بها.

من الناحية الدولية، واجهت إسرائيل عزلة متزايدة، حيث اعترفت عدة دول بدولة فلسطين وظهرت الأمم المتحدة شبه خالية أثناء خطاب نتنياهو الأخير، مما يعكس تنامي الانتقادات العالمية لسياسات التصعيد.
الضربات في سوريا، واستهداف مواقع حزب الله، رغم قدرتها على إلحاق أضرار تكتيكية، لم توفر بيئة مستقرة، بل زادت من انعدام الثقة وأبقت المنطقة على شفا مواجهات جديدة.

وترى زونسزين أنّ الاعتماد المستمر على القوة دون التزام بحلول سياسية يعيد إسرائيل إلى حالة "مقاتلة دائمة"، وأن الأمن لا يمكن أن يتحقق فعلياً ما لم يشعر به الجيران أيضاً. استمرار هذه السياسات يزيد من احتمالية النزاعات المستقبلية ويمنع التوصل إلى تسويات سلمية، في حين يبقى الفلسطينيون والإسرائيليون بحاجة ملحة لإنهاء سنوات العنف والتهجير.

الجرأة العسكرية الإسرائيلية، رغم نجاحاتها المؤقتة، تبقى هشة على صعيد الاستقرار الإقليمي والدبلوماسي، وأن استمرار التصعيد يزيد من الانقسامات ويعمق الأزمة الإنسانية، مما يضع المنطقة أمام مسار طويل ومعقد نحو السلام والأمن الشامل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6