تأتي الأخبار المتداولة حول مطالبة حركة حماس بتسليم جثماني يحيى ومحمد السنوار لتلقي الضوء على حساسية الملفات الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، خصوصاً خلال المفاوضات الجارية في شرم الشيخ لوقف إطلاق النار، منصة "تبيان" نفت الأخبار مؤكدة كذبها وعدم صحتها، وأوضح مصدر في الحركة أن نشرها يهدف للتأثير على مسار المفاوضات، ما يعكس حجم الضغط الإعلامي والسياسي الذي يرافق أي خطوة في هذا الملف.
تداول أخبار غير دقيقة حول الجثامين يضع المفاوضين أمام تحديات إضافية، إذ تؤدي الشائعات إلى تصعيد غير مباشر للأوضاع على الأرض أو التأثير على مواقف الأطراف الدولية المشاركة، التعامل مع كل تقرير بحذر أصبح ضرورياً، خصوصاً مع تضارب الأخبار الذي قد يُفسر على أنه ضغط على حماس أو الوسطاء الدوليين.
القضية نفسها ليست جديدة، فمقتل يحيى السنوار العام الماضي وقتل شقيقه محمد لاحقاً في غارة جوية إسرائيلية يضع الملف ضمن نطاق حساس يتداخل فيه البعد الإنساني مع البعد العسكري والسياسي، أي إشاعة حول المطالب المرتبطة بالجثامين يمكن أن تؤثر على التوازن الدقيق بين حرص حماس على حقوق المدنيين والتزاماتها في إطار المفاوضات.
رفض إسرائيل الإفراج عن الجثمانين بعد نقلهما إلى موقع سري يزيد التعقيد، ويجعل الإعلام والمراقبين يتوقعون ردود فعل متباينة من الأطراف الفلسطينية والدولية، ما يزيد الحاجة لتوضيح الحقائق بسرعة لمنع أي استغلال سياسي أو إعلامي.
المحللون يشيرون إلى أن الشائعات تأتي في وقت حرج، إذ تحاول الاجتماعات في شرم الشيخ إيجاد أرضية مشتركة لإنهاء التوتر في غزة وضمان حقوق المدنيين، مع تجنب التصعيد العسكري. المعلومات المغلوطة قد تعرقل هذا المسار وتزيد صعوبة الوصول إلى اتفاق يحقق تهدئة مستدامة.
يبقى التركيز خلال هذه المرحلة على تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان التزام كل طرف بالمسار السياسي، مع الانتباه إلى أن إدارة المعلومات بدقة ودون شائعات جزء أساسي من نجاح المفاوضات، ما يجعل نفي الأخبار الخاطئة خطوة مهمة للحفاظ على مصداقية العملية التفاوضية.