اجتماع باريس يرسم ملامح “اليوم التالي” في غزة.. تنسيق غربي–عربي لمستقبل القطاع بعد الحرب

2025.10.08 - 04:55
Facebook Share
طباعة

في تطور دبلوماسي لافت، يصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى العاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في اجتماع دولي واسع يناقش ما تصفه الأوساط الغربية بـ"اليوم التالي في غزة" — أي ملامح المرحلة التي تلي وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر دبلوماسية قولها إن الاجتماع سيضم ممثلين عن دول أوروبية وعربية إلى جانب مسؤولين أمميين ودوليين، في مسعى لتنسيق المواقف حول خطة انتقالية تضع أسس السلام وترتيبات ما بعد الحرب.

ويأتي هذا التحرك بالتوازي مع مفاوضات شرم الشيخ الجارية في مصر، والتي تشارك فيها وفود من حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يضمن إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب المستمرة منذ عام كامل تقريباً.

الاجتماع الباريسي يُنظر إليه كحلقة مكملة للمبادرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأسبوع الماضي، والتي تضمنت خطة من 20 بنداً تدعو إلى وقف تدريجي لإطلاق النار، وإعادة جميع الرهائن خلال 72 ساعة من بدء الهدنة، إلى جانب فرض وصاية دولية مؤقتة على غزة تمهيداً لإعادة هيكلة السلطة الإدارية فيها.

ووفقاً للمصادر، يسعى روبيو إلى ضمان دعم أوروبي–عربي مشترك لهذه المبادرة، عبر التنسيق مع دول محورية مثل قطر ومصر والأردن، إضافة إلى فرنسا وألمانيا، بما يسهم في بناء توافق دولي حول مستقبل القطاع ويُخفف من احتمالات تجدد الصراع.

وتشير القراءة الأولية لمجريات الاجتماع إلى أن الولايات المتحدة تحاول من خلال هذه التحركات استعادة زمام المبادرة في الملف الفلسطيني بعد أشهر من الجمود، فيما تبدو أوروبا حريصة على لعب دور موازن يضمن عدم تفرد واشنطن بتحديد مستقبل غزة.

في المقابل، تؤكد مصادر عربية أن أي تسوية حقيقية لا يمكن أن تُبنى على تفاهمات غربية فقط، بل يجب أن تستند إلى مشاركة فعلية للفلسطينيين وتضمن إنهاء الحصار ووقف الاحتلال، لا مجرد إعادة إنتاج إدارة جديدة للقطاع تحت مسمى “الوصاية الدولية”. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5