شهد منتجع شرم الشيخ المصري، صباح الأربعاء، جولة حاسمة من المفاوضات بين حركة "حماس" والوفد الإسرائيلي بوساطة مصرية وقطرية وتركية، وسط أجواء وصفتها مصادر مطلعة بـ"الإيجابية والحذرة"، بعد إعلان الحركة تبادل قوائم الأسرى مع الجانب الإسرائيلي، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً على اقتراب التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في غزة.
أكد القيادي في حركة حماس طاهر النونو أن وفد الحركة المشارك في مفاوضات شرم الشيخ أبدى "إيجابية ومسؤولية عالية" بهدف التقدم نحو اتفاق شامل، موضحاً أن الوسطاء الإقليميين يبذلون جهوداً مكثفة لتجاوز العقبات المتبقية أمام تطبيق وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وأشار النونو إلى أن المفاوضات تركزت على ثلاث ملفات رئيسية:
1. آليات إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار.
2. انسحاب الجيش الإسرائيلي من داخل غزة.
3. تبادل الأسرى بين الطرفين، وهي النقطة التي شهدت تطوراً لافتاً بإعلان تبادل القوائم رسمياً.
من جانبها، نقلت مصادر مصرية مطلعة أن لقاءات شرم الشيخ التي انطلقت صباح اليوم بتوقيت القاهرة، تُعد الجولة الحادية عشرة ضمن مفاوضات غزة المستمرة منذ شهور، وأنها تضم كلاً من رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، ورئيس الاستخبارات التركية، إلى جانب الوفد الإسرائيلي والمبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وغاريد كوشنر.
وبحسب المصادر، تناقش الاجتماعات بنوداً دقيقة لضمان عدم تكرار الحرب على غزة، وتثبيت التهدئة عبر آلية مراقبة مشتركة، إضافة إلى ترتيبات انسحاب القوات الإسرائيلية ووصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وقالت المصادر إن تبادل قوائم الأسرى بين الجانبين يشمل مئات الأسماء من الأسرى الفلسطينيين مقابل جنود ومدنيين إسرائيليين تحتجزهم "حماس"، معتبرة الخطوة مؤشراً عملياً على تقدم المفاوضات بعد أشهر من الجمود.
تأتي جولة شرم الشيخ في ظل ضغوط دولية مكثفة على الحكومة الإسرائيلية لوقف العمليات العسكرية في غزة بعد عامين من الحرب التي اندلعت عقب عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2024. كما تسعى القاهرة والدوحة وأنقرة إلى تأمين اتفاق مستدام يضمن وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار، وتبادل الأسرى ضمن صفقة شاملة.
إعلان تبادل القوائم يشكل اختباراً حقيقياً لجدية الطرفين، خصوصاً في ظل انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول شروط التهدئة، فيما تعتبر "حماس" أن انسحاب الجيش من القطاع شرط أساسي لأي اتفاق نهائي.
في ظل الأجواء المتفائلة التي تميز الجولة الحالية، يبدو أن مفاوضات شرم الشيخ قد تفتح الباب أمام اتفاق أولي لوقف النار، غير أن مصير التفاهمات سيظل رهناً بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية، وسط مراقبة حثيثة من العواصم الإقليمية والدولية التي تخشى من عودة دوامة التصعيد في غزة.