خطة ترامب تلفظ أنفاسها في شرم الشيخ.. وحماس تقلب الطاولة

2025.10.08 - 11:27
Facebook Share
طباعة

تتواصل في مدينة شرم الشيخ المصرية جولة جديدة من المباحثات السياسية الحساسة حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المشتعلة في قطاع غزة، وسط تباينات حادة بين الأطراف المشاركة وتزايد الضغوط الدولية لوقف النزيف الإنساني في القطاع المحاصر منذ أكثر من عام.
قضايا عالقة.. وحماس تصرّ على الإفراج عن قيادات بارزة
بحسب مصادر ما زالت المفاوضات تواجه عقبات جوهرية، أبرزها تمسّك حركة حماس بالإفراج عن عناصر النخبة ضمن صفقة الأسرى، إضافة إلى مطالبتها بالإفراج عن ستة من القادة البارزين، بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، كشرط أساسي لأي اتفاق نهائي.
كما تطالب الحركة بانسحاب إسرائيلي كامل من المناطق المأهولة في غزة لتسهيل عملية تسليم الأسرى والجثامين، مع اشتراطها الحصول على ضمانات أميركية تحول دون عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحرب بعد تنفيذ الصفقة.

وتُعد خرائط الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من أكثر الملفات تعقيدًا في هذه الجولة.
خطة ترامب بين الرفض والتحفظ
وتنص خطة ترامب، التي تضم 20 بندًا، على وقف شامل لإطلاق النار، وإفراج حماس عن جميع المحتجزين، ونزع سلاح الحركة تدريجيًا، مقابل انسحاب متدرج للقوات الإسرائيلية من القطاع وإعادة ترتيبه السياسي بإشراف دولي.

لكن حماس، وفق تصريحات مسؤوليها، وافقت على الإفراج عن المحتجزين فقط، مشترطة بحث مستقبل غزة وسلاح المقاومة في مراحل لاحقة من المفاوضات.
وقال خليل الحية، كبير مفاوضي الحركة الذي نجا قبل أسابيع من محاولة اغتيال في الدوحة، إن حماس “تريد ضمانات حقيقية من الرئيس ترامب ومن الدول الراعية لإنهاء الحرب نهائيًا”، معتبرًا أن “إسرائيل لا تلتزم بتعهداتها عبر التاريخ، ما يستوجب وجود ضامن قوي يضمن وقف العدوان”.
وساطات متشابكة وحضور دولي رفيع
تشارك في الجولة الحالية كل من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، حيث وصل إلى شرم الشيخ كل من رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن، إلى جانب مبعوثي الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، والوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، فضلاً عن رئيس جهاز المخابرات المصرية.
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن القاهرة “تتحرك بثبات نحو إنهاء الحرب عبر تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تتضمن إطلاق سراح الرهائن وتوصيل المساعدات الإنسانية وإعادة الانتشار الإسرائيلي”.
ترامب: “أيام حاسمة أمامنا”
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن “اليومين المقبلين سيكونان حاسمين بشأن إعادة المحتجزين وإنهاء الحرب في غزة”، مشيرًا إلى أن جميع الأطراف وافقت مبدئيًا على خطته.

وأكد أن فريقًا أميركيًا ثانيًا غادر واشنطن للانضمام إلى المفاوضات الجارية في شرم الشيخ، ما يعكس رغبة الإدارة الأميركية في تحقيق اختراق سريع قبل تصاعد الأزمة الإنسانية أكثر.
الوضع الميداني: نيران الحرب تلتهم ما تبقى من غزة
رغم التحركات السياسية، تواصل القوات الإسرائيلية هجماتها المكثفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، حيث أفادت مصادر طبية بمقتل 12 فلسطينيًا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وشهدت أحياء الصبرة وتل الهوى والشيخ رضوان ومخيم الشاطئ عمليات قصف عنيف ونسف واسع للمباني السكنية، فيما وصف شهود عيان المشهد بأنه “إبادة مستمرة على مرأى العالم”.
الضغوط الدولية تتزايد.. وتحقيق أممي يتهم إسرائيل بالإبادة
وفي ظل الانهيار الإنساني المتسارع، تتصاعد الدعوات الدولية لوقف الحرب بشكل فوري.

وكانت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة قد اتهمت إسرائيل الشهر الماضي بارتكاب إبادة جماعية في غزة، بعد تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين 67 ألف قتيل، وفق وزارة الصحة في القطاع، بينما أعلنت الأمم المتحدة دخول مناطق شمال القطاع في مرحلة المجاعة الكاملة.
من جهة أخرى، يواصل نتنياهو تمسكه بالعمليات العسكرية، مؤكداً في خطاب متلفز مساء الثلاثاء أن إسرائيل “لن تتوقف قبل تحقيق أهداف الحرب كافة، وضمان الإفراج عن كل المحتجزين”.

بين المفاوضات والدمار.. غزة تنتظر القرار
ورغم الحراك الدبلوماسي الكثيف، يبقى الميدان هو المتحكم في مسار الأحداث.
فكلما تعثرت جولة تفاوضية، عاد القصف الإسرائيلي أكثر عنفًا، لتظل غزة معلقة بين طاولة المفاوضات في شرم الشيخ وأنقاض المنازل المدمّرة في الشمال والجنوب.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الساعات المقبلة، تبقى التساؤلات الكبرى مطروحة: هل تنجح خطة ترامب في تحقيق ما عجزت عنه كل الوساطات السابقة؟ أم أن الحرب ستعود إلى نقطة الصفر؟ 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6