التحديات والحقائق: كيف تكشف الأمم المتحدة مصير المفقودين في سوريا

2025.10.07 - 06:32
Facebook Share
طباعة

تُعتبر قضية المفقودين في سوريا واحدة من أبرز التحديات الإنسانية والقانونية التي خلفتها سنوات الصراع الطويلة، ومع استمرار عدم وضوح مصير آلاف الأشخاص، تأتي المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا لتكمل مساعي جمع المعلومات والتحقق من الحالات، ضمن إطار دولي ووطني، في مسعى لإحقاق العدالة وتقديم الدعم للأسر المتضررة.

تأسيس المؤسسة وأهدافها:

أنشئت المؤسسة قبل عامين نتيجة جهود جماعية من عائلات المفقودين، بهدف توثيق حالات الاختفاء ومتابعتها داخل سوريا وخارجها، وتتمتع بولاية شاملة تشمل جميع الفئات، بغض النظر عن انتماءاتهم أو سبب فقدانهم. المؤسسة فتحت مسارات محددة للتحقيق في حالات ارتكبها النظام السابق، حالات الأطفال، والمفقودين ضمن تنظيم داعش والمهاجرين، مع الالتزام بضرورة توثيق المعلومات الموثوقة والشهادات.

التعاون الدولي والمسعى الجماعي:

تعمل المؤسسة بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتعتمد على دعم الدول الأعضاء لضمان استمرارية عملها. وأكدت رئيسة المؤسسة كارلا كوينتانا أن الجهود الجماعية ضرورية للتعامل مع حجم وتعقيد الملفات، مشيرة إلى أن القيادة السورية للمؤسسة مدعومة بالخبرة الدولية، مع الاستفادة من التجارب في دول أميركا اللاتينية مثل المكسيك وكولومبيا والأرجنتين.

تحديات المعلومات وبناء الثقة:

تواجه صعوبة كبيرة في جمع البيانات الدقيقة بسبب ندرة الوثائق الرسمية، وحاجة العائلات إلى بناء الثقة مع الجهات المعنية. وأشارت كوينتانا إلى أن ربط المعلومات من مصادر متعددة هو السبيل الوحيد لتكوين صورة أوضح عن مصير المفقودين، وأن كل معلومة جديدة قد تُسهم في حل قضية معقدة.

التنسيق مع السلطات السورية واللبنانية:

تنسق جهودها مع السلطات السورية واللجنة الوطنية للمفقودين، كما تعمل مع السلطات اللبنانية ووزارة العدل اللبنانية لتتبع حالات المفقودين عبر الحدود. ويهدف هذا التنسيق إلى إنهاء معاناة العائلات على الجانبين وتعزيز التعاون المشترك لضمان تحقيق العدالة.

التركيز على الأطفال والمفقودين الذين قد يكونون أحياء:

تؤكد الأمم المتحدة على افتراض أن المفقودين ما زالوا أحياء ما لم تثبت الأدلة عكس ذلك، مع متابعة ملفات الأطفال المفقودين والعمل على توثيق الحالات التي قد تشير إلى وفاة المفقودين. وتعمل فرق الطب الشرعي على تقييم جميع الاحتمالات، لضمان معالجة دقيقة وشفافة للقضايا.

مشاركة العائلات في صنع القرار:

تلعب العائلات دورًا محوريًا في عمل المؤسسة، حيث تشارك في الاجتماعات الدورية وتقديم الشهادات والمعلومات. كما يضم مجلس استشاري من 11 عضواً خبراء وأفراداً من عائلات المفقودين لتوجيه الأولويات والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتحقيقات.

النساء السورية وقوة الصمود:

سلطت الجهة الحكومية الضوء على دور النساء السوريات اللواتي يقودن جهود البحث عن أحبائهن في مواجهة صعوبات استثنائية. وتروي رئيسة المؤسسة قصصًا مؤثرة تعكس الصمود والأمل، مشددة على أن النساء يشكلن جزءًا أساسياً من عملية الكشف عن الحقيقة وإعطاء بعد إنساني لجهود الهيئة

تسعى الهيئة المستقلة للمفقودين في سوريا لتوفير إجابات حقيقية للأسر المتضررة، مع مراعاة الجوانب الإنسانية والقانونية. وتعتبر مشاركة العائلات والدعم الدولي عوامل حاسمة لنجاح عملها، في ظل تعقيدات ملف المفقودين الذي يظل أحد أكثر الملفات حساسية في سوريا والمنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4