تفتح المفاوضات الجارية في شرم الشيخ بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية الباب أمام واحدة من أكثر الملفات حساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: ملف الأسرى.
فوفقاً لتقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، تتمسّك حماس بالإفراج عن أربعة أسرى بارزين يشكّلون رموزاً سياسية وتنظيمية في الساحة الفلسطينية، وتعتبرهم الحركة ركائز للثمن السياسي والمعنوي لأي صفقة تبادل محتملة.
مروان البرغوثي“مانديلا فلسطين”:
يتصدر القائمة الأسير مروان البرغوثي، القيادي البارز في حركة فتح والرئيس السابق لجهاز "التنظيم" في الضفة الغربية.
اعتقلته قوات الاحتلال في رام الله عام 2002 خلال عملية “السور الواقي”، وأدانته محكمة إسرائيلية بخمس جرائم قتل، ليُحكم عليه بخمس مؤبدات.
ورغم مرور أكثر من عقدين على اعتقاله، فإن البرغوثي ما يزال يحظى بشعبية كبيرة، إذ أقرّ محلل الشؤون العربية في الصحيفة ليران أهاروني بأنه يُعدّ “أقوى مرشّح محتمل لقيادة السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس”، ما يجعل الإفراج عنه قضية ذات ثقل سياسي داخلي وإقليمي.
أحمد سعدات.. رمز الجبهة الشعبية
ثاني الأسماء هو أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المتهم من قبل إسرائيل بالتخطيط لاغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001.
بعد احتجازه في سجن أريحا تحت رقابة دولية، انسحب المراقبون البريطانيون والأميركيون عام 2006، فاقتحمت قوات الاحتلال السجن واعتقلته، ليُحكم عليه بالسجن 30 عاماً.
وجود سعدات في القائمة يعكس رغبة حماس في شمول مختلف الفصائل ضمن صفقة التبادل، ما يضيف طابعاً وطنياً جامعاً على مطالبها.
إبراهيم حامد.. قائد العمليات في القسام
الاسم الثالث هو إبراهيم حامد، أحد أبرز قيادات كتائب القسام في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية.
اعتقل في مايو/أيار 2006 في رام الله، وأدين بتدبير هجمات نوعية في القدس والجامعة العبرية، ليُحكم عليه بـ 54 مؤبداً.
ويُعتبر الإفراج عنه مطلباً مركزياً لحماس، إذ يُنظر إليه داخل الحركة كأحد العقول الميدانية التي ساهمت في ترسيخ العمل المقاوم في الضفة.
عبد الله البرغوثي.. مهندس العمليات الكبرى
ويكمل القائمة عبد الله البرغوثي، القيادي في حماس من طولكرم، المدان بالتخطيط لتفجير فندق بارك في نتانيا عام 2002 الذي أدى إلى مقتل 30 إسرائيلياً.
يحمل حكماً بـ 35 مؤبداً، واستبعدته إسرائيل مراراً من صفقات تبادل الأسرى السابقة، خصوصاً صفقة “شاليط” عام 2011.
تعتبره حماس رمزاً للمقاومة الميدانية، وإدراجه في المطالب يعكس تمسكها بالبعد المبدئي للصفقة وليس فقط بالبعد الإنساني.
خلفيات الموقف:
يرى محللون أن إصرار حماس على هذه الأسماء الأربعة يعكس رغبتها في تحقيق مكسب سياسي واضح إلى جانب المكاسب الإنسانية، فيما تخشى إسرائيل من أن يؤدي الإفراج عنهم إلى تعزيز نفوذ قادة المقاومة داخل الضفة وإضعاف السلطة الفلسطينية.
وبينما تحاول القاهرة تقريب وجهات النظر، يبدو أن هذا الملف سيكون العقبة الأهم أمام أي صفقة تبادل محتملة في المدى القريب.