أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أن رئيس الأركان إيال زامير أصدر أوامره برفع مستوى التأهب العسكري إلى أعلى درجة ممكنة خلال عطلة عيد العرش (Sukkot)، في خطوة اعتبرتها القيادة العسكرية ضرورة لضمان الأمن في ظل تهديدات محتملة.
ويأتي هذا القرار بالتزامن مع اليوم الأول الكامل للعيد، الذي بدأ مساء الاثنين ويستمر لمدة أسبوع كامل، ويتزامن أيضًا مع الذكرى الثانية لهجمات السابع من أكتوبر، التي شكلت صدمة كبيرة للجيش الإسرائيلي حينها.
وأكد الجيش أن هذا القرار جاء بعد تقييم أمني شامل أجرى زامير خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين، حيث تم التركيز على جميع الجبهات وتقدير المخاطر المحتملة، خصوصًا في ظل الذكريات المؤلمة لهجمات "حماس" في أكتوبر 2023، والتي وقعت في يوم فرح التوراة (Simchat Torah)، أي اليوم الذي يلي مباشرة عيد العرش في التقويم العبري.
وقد فاجأ هجوم السابع من أكتوبر الجيش الإسرائيلي حينها، إذ كانت مستويات الانتشار العسكري منخفضة بسبب تزامن المناسبة مع يوم السبت والعطلة اليهودية، وتجاهلت القيادة السياسية والعسكرية مؤشرات استخباراتية حذرت من استعداد حركة حماس لغزو واسع، ظنًا منهم أن الحركة تحاول الحفاظ على الهدوء خلال فترة العيد.
وفي تصريحات رسمية، شدد زامير على أن الجهد الدفاعي يبقى الأولوية القصوى طوال فترة العيد، موضحًا:
"نحن في حالة استعداد دائم، ومتهيئون عبر جميع الجبهات للدفاع والهجوم. نواصل مهمتنا لضمان أن يتمكن جميع الإسرائيليين من الاحتفال بعيد العرش في سلام وأمان."
كما أشار الجيش إلى استمرار الاشتباكات في قطاع غزة، رغم وقف العمليات الهجومية، حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات جوية ردًا على هجمات نفذتها حركة حماس يوم الأحد. وتأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى الردع والحفاظ على التفوق العسكري قبل أي محاولات محتملة لاستهداف الأراضي الإسرائيلية خلال فترة الأعياد اليهودية.
وتعكس هذه التحركات حساسية التوقيت الذي يعيشه الجيش الإسرائيلي، إذ تعتبر الأعياد الدينية اليهودية فترة تجمع شعبي مكثف، مما يجعلها هدفًا محتملاً لأي هجمات مفاجئة. كما يظهر من التحركات العسكرية الحالية أن الجيش يسعى إلى تلافي الأخطاء السابقة وتفادي المفاجآت التي حدثت خلال هجوم أكتوبر 2023، عبر رفع حالة التأهب وتكثيف الرصد والاستخباراتية على جميع الجبهات.
يذكر أن هذه الإجراءات تأتي في سياق متوتر على الصعيد الإقليمي، إذ تستمر الصراعات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وسط محاولات دبلوماسية لإعادة الهدوء في المنطقة، بينما تواصل إسرائيل تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية استعدادًا لأي سيناريو محتمل.