وفق خبراء صحيفة يديعوت أحرونوت، أي اتفاق مرتقب بين إسرائيل وحركة حماس لن يؤدي إلى اختفاء الحركة من غزة، إذ تعتبر القوة العسكرية وحدها غير كافية لنزع سيطرتها أو إنهاء وجودها المتجذر في المجتمع الفلسطيني، يُعد هذا التقييم انعكاساً لما يعتبره كبار القادة الإسرائيليين أحد أكبر التحديات في تاريخ الجيش الإسرائيلي، حيث لم يكن القضاء على حماس هدفاً حقيقياً منذ البداية.
الصعوبات الإسرائيلية في غزة:
تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في قطاع غزة، تتجاوز مجرد القتال على الأرض، الكثافة السكانية العالية، شبكة الأنفاق المعقدة، وحضور المدنيين، كلها عوامل تحد من قدرة الجيش على المناورة.
إضافة إلى ذلك، الضغط الدولي الهائل للحد من الخسائر البشرية يجعل أي تقدم عسكري محدودًا من حيث النتيجة الاستراتيجية. السيطرة على غزة بالكامل لم تكن ممكنة وفق تقديرات الجيش، لأنها لن تنهي مقاومة الحركة.
إنجازات المرحلة الأولى من الاتفاق:
وفق المصادر الإسرائيلية، الاتفاق الجاري يُجبر حماس على التخلي عن أهم أوراقها، مثل الأسرى المحتجزين في إسرائيل، لكن المرحلة الثانية تتضمن انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي، مع إدارة فلسطينية محتملة للقطاع، ما يترك المجال أمام حماس للحفاظ على تأثيرها غير المباشر في شؤون غزة.
التداعيات المحتملة:
1. السلطة الفلسطينية تحت إشراف دولي: في هذا السيناريو، تُدار غزة بشكل شكلي، مع مراقبة قوات إقليمية للحد من قدرات حماس العسكرية، بينما تحتفظ الحركة بتأثيرها من وراء الكواليس.
2. الحكم المحلي مع تأثير حماس: إذا كان الموظفون المحليون هم من يديرون القطاع، سيظل نفوذ حماس قائمًا رغم الاتفاق، وتصبح السيطرة العسكرية الإسرائيلية محدودة وغير مباشرة.
3. حالة احتلال شامل: هذا السيناريو أقل احتمالًا، لكنه يشير إلى فرض سيطرة كاملة على غزة لفترة طويلة، مع إدارة شاملة للقطاع، لكنها تواجه تحديات سياسية ودبلوماسية كبيرة، ويظل نجاحها مشكوكًا.
الرأي العام الإسرائيلي ودعم الاتفاق:
غالبية الإسرائيليين تؤيد خطة ترامب لإنهاء الحرب مقابل استعادة الأسرى، وفق استطلاعات الرأي، لكن هذا الدعم الشعبي لا يضمن منع عودة حماس إلى التأثير في القطاع. الحروب الناجحة تحتاج توافقًا شعبيًا واسعًا، ولكنها لا تضمن حل الصراع بشكل كامل.
حتى بعد تنفيذ أي اتفاق، يبقى النفوذ العسكري والسياسي لحركة حماس قائماً، المواجهة معها ستستمر سنوات طويلة، ولن تُحسم بمجرد عملية عسكرية واحدة، إذ إن بقاء الحركة مرتبط بعوامل اجتماعية وسياسية عميقة، وما لم يقرر الفلسطينيون أنفسهم خلاف ذلك، ستظل حماس لاعبًا مؤثرًا في القطاع.