اتفاق وقف النار الأخير بين إسرائيل وغزة يمثل خطوة مهمة لإنقاذ المدنيين بعد أشهر من العنف المستمر، ويعيد التركيز على الدور الأميركي في إدارة الصراع والضغط على الأطراف لإيقاف العمليات العسكرية.
وفق هآرتس، أسفر الاتفاق عن تحرير المئات من المختطفين الفلسطينيين والإسرائيليين وتهدئة مؤقتة في القصف العسكري، ما منح المدنيين في غزة فرصة النوم لأول مرة منذ أشهر دون خوف مستمر من الغارات الجوية، الاتفاق لم يأتِ نتيجة مفاوضات مباشرة بين الأطراف، بل فرضته الولايات المتحدة على إسرائيل، ما يعكس استخدام واشنطن للضغط كأداة لإعادة ترتيب موازين القوى بين الدولة العظمى وتل أبيب.
الصفقة أعادت الحرية إلى 1800 معتقل فلسطيني و20 مخطوفاً إسرائيلياً، وأنهت حالة الخوف المستمر التي عاشها ملايين المدنيين في غزة منذ بدء الحرب. رغم ذلك، تبقى هذه الخطوة تهدئة مؤقتة وليست سلاماً دائماً، إذ يشير التقرير إلى أن آثار الدمار النفسي والمادي والبنية التحتية المدمرة ستستمر لعقود، ما يشكل تحديات كبيرة لإعادة الإعمار واستقرار الخدمات الأساسية.
الاتفاق يعكس درساً مهماً لإسرائيل: الاعتماد على القوة العسكرية وحدها يؤدي إلى دمار شامل ونتائج غير متوقعة، ويبرز أهمية البحث عن مسارات بديلة لتقليل الخسائر وحماية المدنيين.
على الرغم من الدمار الكبير، يظل قطاع غزة «واقفاً على رجليه» مع روح صمود عالية بين المدنيين والفصائل الفلسطينية. الاتفاق يوفر فرصة لإعادة التركيز على المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، لكنه يترك ملفات حساسة مفتوحة، بما في ذلك ضمانات طويلة الأمد للسلام وإعادة بناء المؤسسات المدنية.
في الخلاصة، صفقة وقف النار تمثل إنقاذاً فورياً للمدنيين وتهدئة للأزمة على المدى القصير، لكنها لا تعالج جذور الصراع، ويظل الطريق نحو سلام دائم في غزة والضفة الغربية طويلًا ومعقدًا، مع الحاجة إلى متابعة دولية مستمرة لضمان حماية المدنيين وتحقيق تقدم ملموس في الحقوق الأساسية.