الإبادة الطفولية في غزة: مأساة تتجاوز كل الحدود

2025.10.06 - 06:09
Facebook Share
طباعة

تستمر غزة منذ أكتوبر 2023 في مواجهة عدوان إسرائيلي أدى إلى مأساة غير مسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وفق البيانات الرسمية لحكومة غزة، قتل أكثر من 20 ألف طفل وأكثر من 12 ألف امرأة، ما يعكس ارتفاعاً كارثياً في استهداف المدنيين، إلى جانب سقوط نحو 67 ألف فلسطيني بين قتيل ومصاب، الأرقام تكشف عن حجم الدمار الشامل الذي طال جميع أوجه الحياة اليومية: من البنية التحتية الصحية، إلى المؤسسات الدينية، والمقابر، والمساكن.

القطاع الصحي في غزة يعاني انهياراً شبه كامل، إذ تم تدمير 38 مستشفى و96 مركزاً للرعاية الصحية، إلى جانب تدمير نحو 197 سيارة إسعاف، ما يجعل القدرة على تقديم الرعاية الطبية شبه معدومة. كما فقدت الحوامل والأطفال بشكل خاص، حيث سُجلت 12 ألف حالة إجهاض نتيجة نقص الغذاء والرعاية الصحية، مؤشراً على آثار طويلة المدى قد تمتد لأجيال.

الجانب السكني لم يسلم من الدمار، إذ تضررت 568 ألف وحدة سكنية بشكل كامل أو جزئي، ما أدى إلى تشريد أكثر من 288 ألف أسرة فلسطينية، وتحويل 90% من مناطق القطاع إلى مناطق منكوبة تقريباً. علاوة على ذلك، تم استهداف 835 مسجداً و3 كنائس و40 مقبرة، ما يشير إلى حملة ممنهجة لتفكيك النسيج الاجتماعي والثقافي للقطاع.

في الوقت ذاته، يواجه المجتمع الدولي تحدياً حقيقياً، مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وجود اتفاق مع نتنياهو لإنهاء القصف، رغم استمرار العمليات العسكرية وارتفاع حصيلة القتلى والدمار. هذا التناقض يعكس صعوبة فرض وقف فعلي للأعمال العدائية، ويزيد من مأساوية الوضع الإنساني، حيث يبدو أن الضحايا المدنيين هم الخاسر الأكبر.

غزة لم تعد مجرد ساحة صراع عسكري، بل أصبحت حالة إنسانية طارئة على مستوى العالم، تتطلب تدخلات عاجلة لوقف المجازر وحماية المدنيين، وإعادة بناء القطاع بما يضمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة، خصوصاً للأطفال والنساء الذين يمثلون أكثر من نصف الضحايا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2