تواصل إسرائيل منذ أكثر من عامين إبادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة، مستهدفة المدنيين وعلماء الدين ومؤسسات المجتمع المدني والديني على حد سواء، هذه العمليات لا تقتصر على العنف العسكري، بل تتعداه إلى محاولة تفريغ المجتمع الفلسطيني من مرجعياته الدينية والأخلاقية، وإضعاف الروح الوطنية، وخلق فراغ ثقافي يسهّل فرض السيطرة والسياسات الاستعمارية.
استهداف العلماء والدعاة:
قتل الجيش الإسرائيلي منذ7 أكتوبر 2023 نحو 233 عالماً مسلماً بينهم خطباء وأئمة ودعاة، إضافة إلى 20 مسيحياً. الهدف من هذه العمليات، وفق مسؤولين فلسطينيين، هو استهداف الركائز الأساسية التي تثبت روح الصمود وتعزز التماسك الاجتماعي، وإسكات الخطاب الديني والوطني المناهض للاحتلال.
أبرز العلماء المستهدفين:
يوسف سلامة: خطيب المسجد الأقصى ووزير سابق في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، قُتل في غارة على منزله بمخيم المغازي في ديسمبر 2023.
وائل الزرد: إمام المسجد العمري الكبير و”مسجد المحطة” في غزة، توفي متأثراً بإصابات غارة أكتوبر 2023.
وليد عويضة: مدير عام التحفيظ في وزارة الأوقاف بغزة، قتل في نوفمبر 2024 بغارة على منزله في حي الصبرة.
نائل مصران: داعية وحاصل على دكتوراه في أصول الفقه، قتل مع عائلته في مايو 2025 في غارة على خيمته في خان يونس.
استهداف دور العبادة المسيحية:
لم تستثن إسرائيل الكنائس والمسيحيين من القصف، حيث طالت هجمات عدة كنائس رئيسية كانت ملاذاً للنازحين.
أبرز الهجمات:
كنيسة العائلة المقدسة: قصف يوليو 2024، أدى إلى مقتل 3 أشخاص بينهم مسيحيان، وإصابة 9 آخرين.
كنيسة القديس برفيريوس: قصف أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 20 شخصاً، بينهم 18 مسيحياً.
الكنائس المتضررة الأخرى شملت الكنيسة الإنجيلية والمعمدانية، مع تدمير جزئي للمرافق التعليمية والخدمية التابعة لها.
الهدف من الاستهداف:
الإبادة الجماعية لا تستهدف الأفراد فحسب، بل تسعى إلى القضاء على التنوع الديني والوجود التاريخي للمسيحيين والمسلمين في غزة، وخلق فراغ روحي وثقافي يسهل فرض السيطرة والاستراتيجية الإسرائيلية، وهو ما يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب وفق نظام روما الأساسي.
حصيلة الضحايا:
منذ بدء الإبادة، سجلت الإحصاءات:
67,139 شهيداً، أغلبهم من الأطفال والنساء.
169,583 جريحاً.
مجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.
دمار واسع يشمل أكثر من 835 مسجداً بالكامل و180 مسجداً جزئياً، و3 كنائس رئيسية.